تمثال ترامب الذهبي مع البيتكوين يُثير ضجة في واشنطن

تمثال ضخم للرئيس الأمريكي السابق ترامب وهو يحمل عملة بيتكوين ظهر قرب مبنى الكابيتول، مما أثار جدلاً واسعاً بين مؤيدي العملات المشفرة ومعارضيها على حد سواء. هل هذا دعم حقيقي للبيتكوين أم حملة تسويقية؟

تمثال ترامب الذهبي مع البيتكوين يُثير ضجة

مزيج من السياسة والتسويق في قلب العاصمة الأمريكية

ظهر تمثال ذهبي ضخم للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهو يحمل عملة بيتكوين بالقرب من مبنى الكابيتول في واشنطن. يبلغ ارتفاع التمثال حوالي 12 قدماً. وقد كشفت عنه مجموعة من عشاق العملات المشفرة يوم الأربعاء خلال بث مباشر على منصة Pump.fun.

يقع التمثال في متنزه ناشونال مول، مقابل ساحة يونيون، بالقرب من البيت الأبيض وتلة الكابيتول. وصفت المجموعة التي تقف وراء هذا العمل الفني التمثال بأنه رمز الامتنان لترامب. مؤكدةً على موقعها الإلكتروني أنه تكريم لـ”التزامه الراسخ” بالترويج لعملة البيتكوين والتقنيات اللامركزية.

قال أحد المنظمين، هشام زغدودي، لوسائل الإعلام المحلية إن الهدف هو إثارة حوار حول مستقبل النقود. وأضاف: “هذه رسالة لإظهار للجميع أنه بدون الرئيس، ربما لم يكن من الممكن تحقيق اعتماد واسع النطاق لعملة البيتكوين.”

وأشار زغدودي إلى أن التمثال يعكس الاعتقاد بأن تشجيع ترامب للأصول الرقمية فتح الأبواب أمام المستثمرين المؤسسيين. وقد تم الكشف عن التمثال في نفس يوم قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. وغالباً ما يُنظر إلى انخفاض تكاليف الاقتراض على أنه أمر إيجابي للأصول الأكثر مخاطرة. بما في ذلك العملات المشفرة. وقد سلط المنظمون الضوء على التوقيت باعتباره دفعة رمزية لعملة البيتكوين.

لقد كان تبني ترامب العلني للعملات الرقمية حجر الزاوية في حملته الرئاسية الأخيرة. فقد جذبت حملته تبرعات كبيرة من صناعة العملات المشفرة، التي تنظر إليه على أنه حليف ضد التشريعات الأكثر صرامة. ومع ذلك. أثارت علاقات أسرته المالية بالأصول الرقمية أثناء وجوده في منصبه بعض المخاوف. حيث ذكر النقاد وجود تضارب في المصالح. خاصة وأن الرئيس يستفيد سياسياً ومالياً من نمو هذه الصناعة.

لكن ليس كل المراقبين يعزون شعبية البيتكوين المتزايدة إلى ترامب. لاحظ محللو السوق أن عملة البيتكوين دخلت في ارتفاع كبير في أواخر عام 2023. قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض بكثير. وكان إطلاق واعتماد صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة لعملة البيتكوين بموجب إدارة بايدن من المحفزات الرئيسية. وقد وفرت هذه المنتجات الاستثمارية للمؤسسات المالية الكبرى إمكانية الوصول الخاضع للتنظيم إلى البيتكوين، مما غذى ارتفاعها. وقد دفع هذا السياق البعض إلى القول بأن دور ترامب مبالغ فيه، حتى لو كانت دعمه الصريح قد أضاف زخماً.

وإلى جانب الرسالة السياسية، ارتبط التمثال بجهد تسويقي. فقد أطلق المنظمون عملة رقمية جديدة باسم “تمثال DJT الذهبي”، مع رمز DJTGST على منصة Pump.fun. ويهدفون من خلال هذه الحيلة إلى زيادة الاهتمام بعملتهم.

أظهر أحد المنظمين خلال بث مباشر أن التمثال مصنوع من “رغوة عالية الكثافة”. سمحت المواد الخفيفة الوزن للعديد من الأشخاص بحمله إلى مكانه. وأظهرت مقاطع الفيديو التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي آلات تنحت رأس ترامب وآخرين يرفعون القطعة النهائية إلى مكانها. ويصور التمثال الذي يبلغ طوله 12 قدماً ترامب وهو يرتدي بدلة، ويرفع عملة بيتكوين ذهبية. وقال المنظمون إنهم يأملون أن يرى الرئيس التمثال. على الرغم من أنه كان في الخارج في المملكة المتحدة في ذلك الوقت.

يُعد تمثال البيتكوين الذهبي على الأقل ثالث عمل فني مستوحى من ترامب يظهر في متنزه ناشونال مول هذا العام. وعلى عكس الأعمال السابقة التي كانت تنتقده، عبر هذا العمل عن دعم علني له. ففي يونيو، تم نصب تمثال يبلغ ارتفاعه ثمانية أقدام بعنوان “موافق ديكتاتور”. أظهر التمثال يد ذهبية تُظهر إشارة الإبهام لأعلى بينما تسحق تاج تمثال الحرية. احتجاجًا مباشرًا على عرض ترامب العسكري المثير للجدل الذي عُقد قبل أيام قليلة من ذلك.

وفي وقت لاحق من نفس الشهر، ظهر تركيب آخر، وهو تلفزيون ذهبي مزين بنسر أصلع. عرضت الشاشة مقطع فيديو متكرر لترامب وهو يرقص مع جيفري إبشتاين. في إشارة إلى تراجع الإدارة عن نشر المزيد من الوثائق المتعلقة بإبشتاين. وعلى النقيض من ذلك، تم تصميم تمثال البيتكوين الذهبي الجديد كتعبير عن الإعجاب. ويجعل مزيجه من الرمزية السياسية والتسويق المشفر منه واحداً من أكثر التحايا إثارة للاهتمام التي ظهرت في مول حتى الآن.

المعلومات هنا لأغراض معلوماتية عامة ولا تُعد نصيحة استثمارية. يُرجى التحقق قبل أي قرار.